DeutschEnglish (UK)ArabicUnitag

موسوعة جوتنجن العلمية وبنك المعلومات

عن التربية الإسلامية في العصرين الأموي والعبّاسي

المشروع:

يُنفّذ المشروع البحثي "بنك معلومات وموسوعة جوتنجن (العلمية) عن التربية الإسلاميّة في العصرين الأموي والعبّاسي" تحت إشراف السيّد البرفسور سبستيان جونتر - مدير معهد الدراسات العربية والإسلاميّة في جامعة جوتنجن بألمانيا - ، و تَدعم وزارة العلوم والثقافة في ولاية سكسونيا السفلى هذا المشروع منذ عام 2011 ولمدة ثلاثة أعوام ، حيث تمت الموافقة عليه في إطار المشروعات المقدمة لمسابقة "من أجل سكسونيا السفلى".

بنك المعلومات:

يحتوي بنك المعلومات على نصوص طويلة وقصيرة متعلّقة بمسائل التعليم والتعلّم في الإسلام على وجه العموم ، ونظريات التربية الإسلاميّة ونظريات التعليم وطلب العلم الإسلاميّة على وجه الخصوص ، حيث يتم توثيقها  بطريقة تحليلية ، بمعنى أنه يتم إثبات النصوص العربية الأصلية مع ما يقابلها من نصوص مترجمة إلى اللغة الانجليزية أو الألمانية ، وتُعرض جميع هذه البيانات مع التوثيقات المرجعية اللازمة ، بالاضافة الى تقييم مختصر للنصوص المعالجة فيما يتعلق بدلالتها الجوهرية التربوية . وإلى جانب النصوص العربية الأصلية المختارة المهمة في هذا النطاق ستوضع ترجمة إنجليزية أو ألمانية أو ترجمة إلى اللغتين معاً ، وكل المعلومات عن المؤلّف والكتاب سترد مرفقة بالإحالات التوثيقية المتعلقة بالمراجع وبمعلومات عن حياة الأشخاص الذين ذكروا فيها ، وبوصف تحليلي قصير لكل من النصوص المعالجة مع استعراض لأهم مقولاتها التربوية.

وبذلك تكون هذه هي المرّة الأولى التي يتمّ فيها توثيق آراء العلماء المسلمين عن التربية والتعليم في متن القرن الثامن حتى القرن الثامن عشر بشكل منهجي منظّم ومتاحٍ للجميع ، بعدما ظلّت الى أمدٍ طويل مجهولةً من قبل المجتمع الأوروبي.

ويمكن للمرء تتبّع وتقصّي البحث عن المعلومات في النصوص المتاحة في بنك المعلومات بشكل علمي سريع وفعّال بفضل فهرس للبحث وطريقة مبسطة لكتابة الكلمات العربية بالأحرف اللاتينية، وبذلك تكون هذه النصوص متاحة للجميع سواءً للباحثين في الدراسات العربية ، أو للمهتمّين بمجال البحث التربوي التاريخي وبذلك لا تعود هذه النصوص متاحة فقط للمختصين بالدراسات العربية بل تصبح متاحة لكل المهتمين بمجال البحث التربوي التاريخي . إنها تفتح الطريق لمعرفة عميقة بعملية التعلم والحصول على تكوين علمي في الإسلام . 

وتنقسم النصوص في بنك المعلومات إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول:

أ) ويشتمل على مؤلّفات "آداب العالم والمتعلّم" ، وتقع هذه المؤلفات إما في رسائل قصيرة أو أعمال تحتوي على  أكثر من مجلّد وهذه المؤلفات هي غالباً رسائل قصيرة، لكنها أحياناً تكون كتباً كبيرة الحجم مؤلفة من مجلدات عديدة ، وهي تهتمّ بشكل واضح "بآداب العالم والمتعلم" بحيث تقوم بإيضاح وتحليل طرق التعلّم والتعليم، طرق معيّنة للتعلم والتعليم ، وطريقة سير الدرس ، ومحتواه ومثالية وأهداف التدريس والتعليم ومثل وأهداف التدريس والتكوين العلمي ، كما تتناول هذه المؤلفات أسلوب التدريس والوسائل المساعدة التي تُطبّق في الدرس وخلال عملية التعليم ، وعلاوة على ذلك تُولي هذه النصوص عناية خاصة بالجوانب الشرعية والأخلاقية للتعليم والجوانب الفقهية والأخلاقية للتكوين العلمي بالاضافة الى المسائل المتعلقة  بالبرامج الدراسية .

وأهم روّاد ممثّلي هذا النوع من النصوص هم : االفقيه المالكي ابن سحنون سحنون بن سعيد (متوفى 845 ميلادي 240 هجري) مؤلّف أقدم "موسوعة عربية تربوية لمدرسيّ المرحلة الابتدائية" ، والأديب و عالم الدين والمتكلم الجاحظ (متوفى 869 ميلادي 255 هجري) عن طريق كتابه "المعلمين" "كتاب المعلّمين" الذي يعد بمثابة تحفة ابداعية فتحاً جديداً في عصره ، و اِبن السنّي (متوفى 974 ميلادي 364 هجري) وهو عالم الحديث الدمشقي ، حيث جمع أقوال أحاديث النبيّ محمد صلى الله عليه وسلّم عن العلم والتعلّم ، بالاضافة إلى العلّامة ذائع الصيت الغزالي – سبق ذكره - (متوفى 1111 ميلادي 505 هجري) المشهور في أوروبا أيضاً في العديد من مخطوطاته وكتاباته التي وجّهها الى تلاميذه آنذاك والمتضمنة مسائل في التعليم والأخلاق .

القسم الثاني :

ب) يشتمل النوع الثاني من النصوص على مؤلفات لمفكرين مسلمين مؤثّرين ، تناولوا  المسائل التربوية في الإطار العام للنظرية المعرفية (ابستمولوجية) في إطار معرفي أعم، دينياً ، فلسفياً ، فقهياً أو أخلاقياً (كلامي أو فلسفي أو فقهي أو أخلاقي).

ونذكر في هذا المجال مؤلّفاتِ علماءٍ كبارٍ كالكندي ، "فيلسوف العرب" (متوفى 873 ميلادي 258 هجري ) ، ومؤلّفات الفيلسوف وعالم المنطق الفارابي (متوفى 950 ميلادي 339 هجري)، والعالم الموسوعي اِبن سينا (متوفى 1037 ميلادي 427 هجري )، والصوفي وعالم الدين والمتكلم الغزالي (متوفى 1111 ميلادي 505 هجري)، والفقيه والفيلسوف العقلاني اِبن رشد (متوفى 1198 ميلادي 595 هجري )، وعالم الطبيعة و الفيلسوف الشيعي نصير الدين الطوسي (متوفى 1274 ميلادي 672 هجري )، وعالم التاريخ الاجتماعي الشهير ورائد علم الاجتماع التاريخي اِبن خلدون (متوفى 1406 ميلادي 808 هجري).

القسم الثالث :

ت) وهذا القسم من النصوص يولي اِهتماماً ببعض الرسائل والكتب والأعمال الجمعية من القرون الوسطى التى تُعنى بالتاريخ الإسلامي أو بالثقافة وتاريخ العلوم الإنسانية . وتحتوي هذه النصوص مثلاً على مدوّنات الحديث السنّية والشيعية وكذا مرويّات أئمة الشيعة ، كما تتضمّن تسلسلاً زمنيّاً للتاريخ الإسلامي وشهادات من الأدب الرفيع (الخاصة بالتربية الإسلاميّة) .

 الموسوعة (التربوية):

إلى جانب مشروع "بنك المعلومات" يقوم السيّد البرفسور سبستيان جونتر أيضاً بإعداد "موسوعة (علمية) عن التربية الإسلاميّة في العصرين الأموي والعبّاسي" .

وستكون هذه الموسوعة هي الأولى من نوعها من حيث تأليفها بلغة غربية وقيامها بدراسة تحليليّة معمّقة ومرتّبة ترتيباً زمنياً عن أسس وتطوّر وخصوصيّات التصورات النظرية التربوية في الإسلام في العصرين الأموي والعبّاسي . ومن المتوقع أن تصدر هذه الموسوعة العلمية في عام 2015-2016.

وستقوم هذه الموسوعة باعطاء نظرة علميّة شاملة موثّقة عن المفكّرين العرب المسلمين عن التراث المتواصل بلا انقطاع للمفكّرين العرب والمسلمين في الفترة من القرن الثامن وحتى الثالث عشر، الذين ركزوا على المسائل التربوية والتعليمية وأبدعوا فيها ، حيث قام العلماء والمفكّرين المسلمين آنذاك بهذا العمل بصرف النظر عن معتقداتهم الدينية الكلامية والفقهية  أو اِنتمائهم العرقي والجغرافي .

على الرغم من أنّ كثيراً من هؤلاء العلماء كانوا يقومون بالتدريس ، إلاّ أنّهم لم يكونوا متخصّصين في علم التربية، وقد ساهموا من خلال آرائهم وفلسفتهم مساهمة كبيرة في مجال التربية والتعليم ، حيث غدت أعمالهم بمثابة شهادات لما يمكن أن نطلق عليه اليوم " التربية الإسلاميّة الكلاسيكيّة" .وتوثّق المضامين والنماذج والأنماط  المتنوّعة "للنظريات" الإسلاميّة الكلاسيكيّة في التكوين العلمي والتربية بشكل مثير للإعجاب المفهوم الشامل للتعلم والتعليم لدى العلماء المسلمين، وأفكارهم ومقولاتهم هي شهادات ثمينة عما ندعوه اليوم "علم التربية الإسلاميالكلاسيكي".

وبناءً على ماتقدّم فإن مشروع "بنك معلومات وموسوعة جوتنجن (العلمية) عن التربية الإسلاميّة في العصرين الأموي والعبّاسي" سيساهم مساهمة ملموسة وابداعيّة في تغطية علمية للنظريات التربوية الإسلاميّة القديمة في استخلاص النظريات الإسلاميّة "الكلاسيكيّة" المتعلّقة بمسائل التربية والتعليم بالطريقة العلمية.

ومن أهم أهداف المشروع الموضوعة نصب العين هو دمج النتائج العلمية للبحث المستنبطة بطريقة تحليلة نقدية بالخطاب في أشكال الخطاب المعاصرة المتعلّقة بمسائل التربية الإسلاميّة داخل المجتمعات الحديثة التي تغدو أكثر فأكثر ذات طابع متعدّد الثقافات ، ومن ثم تقديم مساهمة مهمة في الفهم العميق للنظريات التربوية وتطبيقاتها في الإسلام .

Copyright